يشهد عالم فقدان الوزن العالمي ضجةً كبيرة، مدعومًا بأدوية جديدة متطورة، ومعه نشهد موجةً جديدةً من الإقبال على هذه العلاجات مع اقترابنا من نهاية عام ٢٠٢٥. هذا بحد ذاته إنجازًا لا يُستهان به من ناحية الوعي بضرورة المحافظة على كتلة جسم صحية. لكن غالبًا ما يكشف هذا النجاح عن عقبة أخيرة، ومحبطة أحيانًا وهي: جود ترهل كبير في الجلد. صدقوني، هذا ليس مجرد قلق تجميلي بسيط. البيانات السريرية تُؤكد ذلك؛ مراجعةٌ موجزة حول هذا الموضوع نُشرت في مجلة جراحة الغدد Gland Surgery أن الجلد الزائد مشكلةٌ شائعة تُصيب ما يصل إلى ٩٦٪ من المرضى بعد فقدان وزن كبير، ويواجهون انزعاج جسدي مستمر وصولًا إلى الشعور بعدم التوافق مع الشكل الجديد للجسم.
نتيجةً لذلك، نحن، كجراحي تجميل، نشهد إقبالًا متزايدًا من المرضى الباحثين عن المرحلة الأخيرة والمُكمّلة لرحلتهم الصحية لذا، اعتبروا هذا الدليل دليلكم المتخصص لعام ٢٠٢٥. فهو يتجاوز مجرد النصائح العامة، ويهدف إلى شرح حقيقة جراحة الجلد الزائد الحديثة. سنستكشف لماذا يُعدّ نحت الجسم بعد جراحة السمنة أحد أسرع المجالات نموًا في جراحة التجميل. كما سنكشف النقاب عن الإجراءات الشاملة مثل شد الجسم ٣٦٠ درجة، المصمم ليجعل مظهرك الخارجي يتماشى مع التحول الجوهري الذي حققته داخليًا.
بعد كل هذا الجهد المبذول لتحقيق هدفك في إنقاص الوزن، قد تشعر بالإحباط الشديد عندما لا يعكس جسمك في المرآة النتيجة التي تستحق كل هذا التعب. من الناحية الطبية، السبب واضح: الجلد الذي تمدد بشكل كبير لفترة طويلة يفقد مرونته الطبيعية. فالألياف المسؤولة عن تماسك الجلد ومرونته وهي الكولاجين والإيلاستين، تتعرض للتلف، ولا تعود قادرة على التقلص بما يتناسب مع شكل وحجم الجسم الجديد.
الأمر هنا يتجاوز بكثير مجرد الجانب التجميلي. بالنسبة للغالبية العظمى من مرضانا، حيث يُسبب هذا الجلد المتدلي مشاكل وظيفية خطيرة. نتحدث هنا عن احتكاك مؤلم، وطفح جلدي متكرر، والتهابات تظهر في طيات الجلد، بل وحتى صعوبات حركية حقيقية عند ممارسة التمارين الرياضية. في الواقع، تؤكد الدراسات من المرضى الذين يعانون من فقدان كبير في الوزن يعانون من هذه الأنواع من المشاكل. لهذا السبب، نعتبر جراحة الجلد الزائد خطوةً ترميميةً ضرورية. إنها الإجراء الطبي الوحيد والنهائي القادر على إزالة تلك الأنسجة الزائدة، تلك الأنسجة التي لا يستطيع النظام الغذائي والتمارين الرياضية حلها. هذا يسمح لك أخيرًا بالاستمتاع بالفوائد الجسدية والنفسية الكاملة لعملية فقدان الوزن.
بالنسبة للمرضى الذين فقدوا وزنًا كبيرًا، فإن الحل الأكثر فعالية، بلا شك، هو جراحة شد الجسم الشاملة بعد فقدان الوزن. في الماضي، كان الجراحون يعالجون الجلد الزائد بإجراءات منفصلة – ربما شد البطن هنا، ورفع الأرداف هناك. أما المعيار الذهبي الحديث فهو نهج أكثر تكاملاً، يُعرف باسم نحت الجسم 360.
شد الجسم 360، أو ما يُعرف طبيًا بـ”شد الجسم الحزامي”، هو في الأساس إجراء واحد قوي مصمم لمعالجة الجذع بأكمله في عملية واحدة. تخيل هذا: يُجري الجراح شقًا محيطيًا حول الخصر مباشرةً، يشبه الحزام. تسمح هذه التقنية بإزالة شريط كامل من الجلد المترهل والدهون الكامنة تحته من البطن، والخاصرتين (ما نسميه “مقابض الحب”)، والفخذين، وأسفل الظهر، والأرداف.
يمكن فهم القوة التحويلية لهذه التقنية بشكل أفضل من خلال مثال سريري سريع. لنفترض أن مريضًا فقد 50 كيلوغرامًا مثلاً. عملية شد البطن التقليدية ستجعل بطنه مسطحًا بالتأكيد، لكنها لن تُحسّن الجلد المترهل في ظهره ووركيه، مما قد يُؤدي إلى مظهر غير متوازن. أما عملية شد الجسم بزاوية 360 درجة، فلا تقتصر على الحصول على بطن مسطح ومشدود فحسب، بل ترفع في الوقت نفسه الأرداف المترهلة والفخذين، وتُعيد تحديد محيط الخصر. النتيجة؟ قوام ناعم ومتناسق وطبيعي بشكل ملحوظ، يُظهر إنجاز المريض في فقدان الوزن من كل زاوية.وهو تحول مذهل فعلاً.
تبدأ “جراحة شد الجسم الناجحة بعد فقدان الوزن” قبل وقت طويل من دخولك غرفة العمليات. تبدأ بتقييم دقيق للغاية للتأكد من أنك مرشح مثالي للعملية. أولويتنا دائمًا هي سلامتك وجودة نتائجك على المدى الطويل. من وجهة نظر الجراح، هذه هي المعايير التي ندقق فيها: