الاستعداد للخصوبة: تأثير نمط الحياة الصحي على نتائج العلاج

مقدمة

إذا كنتم تخططون للمباشرة بعلاج الخصوبة أو تحاولون ببساطة تحسين فرص الحمل بشكل طبيعي، فإن خياراتكم اليومية من شأنها أن تُحدث فرقاً كبيراً. فنمط الحياة الصحي يدعم توازن الهرمونات كما ويحفّز الإباضة وجودة الحيوانات المنوية والصحة الإنجابية بشكل عام. لا يضمن هذا التغيير الحمل لكن الخطوات البسيطة والمتواصلة قد تُحسّن الصحة الإنجابية لكل من الأمّهات المستقبليّات وشركائهنّ. سنعرض في هذا المقال العديد من التدابير العملية والمدعومة بالأدلة لتُمكنكم من المباشرة بها إمّا قبل العلاج إمّا في مراحله الأولى.

لماذا يُعدّ نمط الحياة مهماً للخصوبة:

تتأثر الخصوبة بمزيج مشبوك من الهرمونات والتركيبة البنيوية والعمر والصحة العامة. أمّا وزن الجسم والتغذية والنوم والتوتر والتعرض للسموم يؤثّرون على الإباضة لدى النساء وعلى إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجال. لا تقتصر الصحة الإنجابية قبل الحمل على النمط المثالي، بل على تقليل المخاطر وتهيئة أفضل الظروف اللازمة لحمل صحي. نقدم لكم في “نبضة للخصوبة وأطفال الأنابيب” التّابعة لعيادات “ذا كلنكس” نصائح مفيدة لتحسين صحتكم العامة.

العوامل الأساسية والخطوات العملية لتحسين نمط الحياة 

1. الحفاظ على وزن صحي

قد يؤدي نقص الوزن أو زيادته إلى اختلال عملية الإباضة والحدّ من الخصوبة لدى النساء. كما وتؤثر مشاكل الوزن بتفرّعاتها على جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال.

خطوات عملية:

• للنساء: إذا كنتِ تعانين من زيادة الوزن أو من عدم انتظام الدورة الشهرية، فإن فقدان الوزن بشكل طفيف (5-10% من وزن الجسم) قد يُحسّن وظيفة الإباضة في بعض الحالات. إذا كنتِ تعانين من نقص الوزن، فاحرصي على زيادة الوزن تدريجيًا لاستعادة انتظام الدورة الشهرية.
• للرجال: حافظ على وزن صحي فالوزن الزائد أو المنخفض قد يؤثران على جودة الحيوانات المنوية.
• استشيروا الطبيب/ة أو أخصائي/ة التغذية إذا كان وزنكم يُثير قلقكم أو إذا كنتم تعانون من اضطرابات الأكل المزمنة.

2. التغذية
   

يُمكن اتباع نظام غذائي صحي استعدادًا لعلاج الخصوبة ممّا يُحسّن فرص نجاح العلاج ويعزز الصحة العامة. فالتركيز على وجبات متوازنة يدعم الهرمونات والطاقة وجودة البويضات والحيوانات المنوية. تشمل الخطوات الرئيسية الحفاظ على وزن صحي عند الحاجة، وشرب كميات كافية من الماء، وإعطاء الأولوية للفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات قليلة الدهون والدهون الصحية.

3. النشاط والتمارين الرياضية 

تُساعد التمارين الرياضية المنتظمة والمعتدلة على التحكم بالوزن والتوتر، لكن الإفراط في التمارين الرياضية قد يُثبط الإباضة لدى بعض النساء.

خطوات عملية:

• للنساء: اسعي إلى دمج التمارين الهوائية (الأيروبيكس) بتمارين القوة (تمرين العضلات) والمرونة معظم أيام الأسبوع.
• استمعي إلى جسدك: إذا توقفت الدورة الشهرية (انقطاع الطمث)، فقد يكون السبب هو الإفراط في التمارين أو نقص التغذية – ويُنصح هنا باستشارة الطبيب/ة.
• للرجال: تُعزز التمارين الرياضية المتوازنة الصحة العامة، ويمكن أن تُحسّن أيضاً المزاج والطاقة.
  
  نصيحة سريعة: يُنصح بـ 150 إلى 300 دقيقة من النشاط البدني متوسط الشدّة أسبوعياً، إلى جانب جلستين أو أكثر من تمارين القوة (تمرين العضلات) أو أكثر بهدف تعزيز للصحة العامة.

4. النوم والتحكّم بالإجهاد

ما يجب معرفته: يمكن أن يؤثر اضطراب النوم والإجهاد المزمنان على الهرمونات والوظيفة الإنجابية.

خطوات عملية:

• النوم: احرصوا على النوم ما بين 7– 9 ساعات يومياً مع الالتزام بجدول نوم منتظم حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
• الحدّ من التوتر: يمكن أن تساعد بعض النشاطات مثل التأمل واليوغا والتنفس العميق والعلاج النفسي بشكل كبير. إذا تعانون من القلق أو الاكتئاب، فلا بدّ من وضع خطة تركزّ على الحمل وعلى الحدّ من الإجهاد.
• الدعم الاجتماعي: إذ يُمكنه أن يُحسّن بناء شبكة دعم تعزز القدرة على التكيف وتحسن الصحة النفسية.
  
  نصيحة سريعة: ضعوا روتيناً للاسترخاء وقللوا من استخدام الشاشات قبل النوم.

5.  التدخين والكافيين يضرّان بالخصوبة وصحة الجنين

خطوات عملية:

• التدخين: اطلبوا المساعدة للإقلاع عن التدخين، وتجنبوا التعرض للتدخين غير المباشر لكلا الشريكين.
• الكافيين: إذا كنتم تستهلكون الكافيين، فاحرصوا على تناوله بكمية معتدلة (غالبًا يُنصح بأقل من 200– 300 ملغ يوميًا، ولكن استشروا الطبيب/ة المختص/ة).

نصيحة سريعة: إذا كان الإقلاع عن التدخين صعبًا، اطلبوا المساعدة من خلال برامج متخصصة أو جلسات استشارية.

6.  التعرض للمواد الكيميائية والبيئية 

قد تؤثر بعض السموم البيئية، مثل بعض المبيدات الحشرية والمذيبات والفتالات  (phthalates) والمعادن الثقيلة على الخصوبة.

خطوات عملية:

• قللوا من التعرض لهذه المواد قدر الإمكان: استخدموا منتجات منزلية أكثر أمانًا، وتجنبوا المنظفات الكيميائية القوية، كما ويُفضل اتّباع نظام غذائي متنوع وأقرب إلى العضوي إذا أمكن.
• احتياطات في أماكن العمل: إذا تعرضتم لمواد كيميائية، تحدثوا مع مسؤول الرعاية الصحية حول إجراءات الوقاية.
  

نصيحة سريعة: يمكن أن تؤدي التغييرات البسيطة إلى تقليل التعرض مثل تجنب الطعام أو الشراب الساخنين في البلاستيك، واستخدام أوعية زجاجية أو من الفولاذ المقاوم للصدأ، واختيار منتجات خالية من العطور.

7.  الصحة الجنسية والتوقيت المناسب

تتأثر دورات الخصوبة الطبيعية بتوقيت فترة الإباضة.

خطوات عملية:

• تَتَبُّع الدورة الشهرية: يمكن مراقبة طول الدورة، وافرازات عنق الرحم، ودرجة حرارة الجسم الأساسية. وإذا كانت الدورة غير منتظمة، يمكن اللّجوء لاختبارات تَوقُّع الإباضة.
• توقيت العلاقة: من أجل الحمل الطبيعي، يُنصح بممارسة العلاقة الجنسية بانتظام خلال فترة الخصوبة (تقريبًا خلال الأيام 10 إلى 14 من الدورة الشهرية ذات ال 28 يومًا، مع التعديل حسب طول الدورة).
• الإرشادات الطبية: إذا كنتِ تعانين من حالات صحية معروفة تؤثر على الخصوبة مثل التهاب بطانة الرحم، أو مشاكل الغدة الدرقية، أو تكيّس المبايض، فاستشيري الطبيب/ة قبل بدء العلاج.

ملاحظة: إذا كنتِ تخضعين لعلاج الخصوبة، فسيرشدكِ طبيبكِ/طبيبتكِ بشأن التوقيت والخطوات المناسبة.  

قبل بدء العلاج: لخطوات عَمَلية على السكّة السليمة

لإحداث التغييرات والتماس التقدم، ابدأوا بفترة تحضيرية لمدة 6 إلى 12 أسبوعًا (أو أكثر إذا لزم الأمر).

ضعوا خطة بسيطة ومستدامة:

• التغذية: أضيفوا فيتامينات متعددة يوميًا مع حمض الفوليك، اختاروا الأطعمة الكاملة، وقلّلوا من الأطعمة المُعالجة.
• النشاط الرياضي: ضعوا روتينًا يتضمن 150-300 دقيقة من النشاط المعتدل أسبوعيًا بالإضافة إلى جلستي تمارين تقوية للعضلات.
• النوم: حددوا وقت نوم واستيقاظ ثابتين؛ واظبوا على 7-9 ساعات.
• المواد الضارة: أقلعوا عن التدخين إن أمكن؛ قللوا من الكحول والكافيين؛ راجعوا الأدوية مع الطبيب/ة.
• التحكّم بالإجهاد: مارسوا تمارين يومية للحدّ من التوتر (حتى 10 دقائق من التأمل أو التنفس العميق).
• البيئة المحيطة: قللوا من التعرض للسموم الشائعة واستخدموا منتجات منزلية أكثر مراعاة للبيئة وللاستهلاك البشري.  
• راقبوا التقدم بانتظام: قوموا مثلاً بتدوين الوزن على مراحل إضافةً إلى تواريخ الدورة الشهرية، وجدول النوم، والتمارين الرياضية، ومراقبة المزاج. يساعدكم الطبيب/ة على تصميم هذه الخطوات.

أخيرًا، يُمكن للنهج الاستباقي في العناية الصحية قبل بدء علاج الخصوبة أن يُحسّن صحتكم العامة ويهيئ بيئةً أكثر ملاءمةً للحمل. فالتغييرات الصغيرة والمتواصلة تُعزز الصحة الإنجابية لكلا الشريكين. فريق “نبضة للخصوبة وأطفال الأنابيب” التّابع لعيادات “ذا كلنكس” مُستعدٌّ دائمًا لتصميم حلٍّ مُناسبٍ لحالتكم الخاصة، وتذكروا أن هذه الخطوات من شأنها تحسين النتائج، لا ضمانها.